وكالة أنباء الحوزة - رأى خطباء جمعة لبنان أن أي مؤامرة على القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل، وكلما سقط فريق او تراجع او تخلى سيظهر فريق آخر يحمل القضية الى نهاياتها السعيدة بإذن الله.
الشيخ الخطيب: يجب تشکیل حكومة إنقاذية تنهض بالاقتصاد وتكافح الفساد
حذر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب من "خطورة الاوضاع المتردية في لبنان التي تستدعي تشكيل حكومة وطنية موسعة تصهر اللبنانيين في بوتقة العمل الوطني الجامع بما يحقق الاستقرار السياسي لتتفرغ هذه الحكومة لانقاذ الوطن من الازمات التي ترهق كواهل اللبنانين".
وقال: "المطلوب اليوم وقبل الغد إخراج حكومة انقاذية تنهض بالاقتصاد الوطني وتكافح الفساد وترفع مستوى التقديمات الاجتماعية للفقراء والمرضى والمحتاجين وتطلق ورش عملها في مختلف المناطق اللبنانية بما ينعش الحركة الاقتصادية فيها، ويوفر فرص عمل لشريحة كبيرة متزايدة من اللبنانين الباحثين عن عيش كريم واستقرار اجتماعي يجنبهم الفقر والعوز ولا يدفع بهم الى هجرة قسرية عن الوطن".
وطالب السياسيين "بتحسس معاناة المواطنين واستشعار الاخطار المحدقة بالوطن، فيتنازلوا لبعضهم البعض ويضعوا مصلحة الوطن وشعبه فوق كل الاعتبارات والمصالح الفئوية والشخصية ويقلعوا عن منطق المحاصصة في توزيع الحقائب الوزراية".
وقال: "نريد ان تكون كل الوزرات مسخرة لخدمة الناس دون تمييز بين منطقة واخرى لأن الحكومة هي حكومة كل لبنان تعمل لمصلحة كل اللبنانيين".
وناشد الفلسطيينيين في مخيم المية ومية "ان ينبذوا خلافاتهم ويحكموا ضمائرهم ويوقفوا الاشتباكات في ما بينهم التي تؤدي خدمة مجانية للعدو الصهيوني المتربص بهم، فهذا الدم المراق بين الاخوة والاهل مكانه الطبيعي على ارض فلسطين التي يواجه اهلها الاحتلال بشجاعة وبطولة وصبر قل نظيره".
الشیخ دعموش: حزب الله حريص على تشكيل حكومة جامعة خالية من الثغرات في أسرع وقت
اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة "ان اللبنانيين لا يزالون ينتظرون تشكيل الحكومة في أسرع وقت ويأملون أن تستكمل المساعي والجهود الرامية الى تذليل العقبات وأن يؤدي التفاؤل الجديد الى ولادة الحكومة قريبا. وقال: "إذا كان البعض غير مستعجل ويضع العراقيل لتأخير الحكومة مراهنا على أن الأيام والأشهر المقبلة قد تحمل معها ظروفا أفضل بالنسبة إليه لفرض مطالبه وتحسين شروطه فهو مخطئ، لأن أيا تكن تلك الظروف والمتغيرات التي يراهن عليها لن تستطيع تغيير المعادلات السياسية القائمة ولا الأحجام السياسية للأطراف المعنية، و"حزب الله" ليس من النوع الذي يخضع للعقوبات أو للضغوط من أي نوع كانت".
واكد ان "حزب الله" حريص على تشكيل حكومة جامعة خالية من الثغرات في اسرع وقت، تكون منتجة وتقوم بدورها في معالجة الأزمات المتفاقمة في البلد.
وقال: لا تزال قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي تتفاعل على المستوى السياسي والإعلامي ونحن لا نعتقد بأن الغرب سيذهب بعيداً في اجراءاته ضد السعودية على خلفية قتلها لخاشقجي ولا ينبغي لأحد ان يتوقع في ظل حماية الغرب للنظام السعودي والمصالح المشركة بينهما أن يقوم بالتخلي عن آل سعود نظرا لما قدمته ولا تزال تقدمه هذه العائلة من خدمات للغرب ليس على المستوى الاقتصادي والمالي وصفقات السلاح فقط بل على المستوى السياسي ايضا وخاصة فيما يتعلق باسرائيل وقد كشف الرئيس الأمريكي لأول مرة قبل يومين في أحد تصريحاته عن وجود حلف سري بين الولايات المتحدة الأميركيَّة والسعوديَّة وإسرائيل وعن أن ثمة خدمات تقدمها السعودية لاسرائيل عندما قال: أن السعوديَّة تساعد الولايات المتحدة الأميركيَّة فيما يتعلق بإسرائيل.
وأضاف: لذلك كل ما سيفعله الغرب ان لم يدخل في صفقات علنية للتغطية على جرائم آل سعود هو انه سيقوم باتخاذ اجراءات عادية ضد السعودية ليقول للرأي العام الغربي بانه عاقب السعودية على جريمتها، فيقوم مثلا بعدم منح تأشيرات للمشاركين فعلاً في إرتكاب الجريمة وإدانة القتلة من دون المس بقيادة المملكة التي فيما يبدو متورطة بالفعل في إرتكاب هذه الجريمة.
وتابع لكن السؤال انه بالرغم من كثرة الجرائم التي اقترفها ابن سلمان لا سيما في عدوانه الوحشي على اليمن لم يحرك العالم عموما ساكنا، فلماذا تحرك العالم في هذه القضية، ولماذا اثارت هذه القضية كل هذه الحملة الإعلامية والسياسية ضد السعودية؟
صرّح الشیخ دعموش: بالتأكيد، التحرك الغربي ليس صحوة ضمير ولا دفاعا عن كرامة الانسان، وانما هو في تقديرنا تحرك صوري وشكلي أجبر عليه الغرب، وهو يأتي إستجابة للضغوط الإعلامية وضغوط الرأي العام الشعبي الأوروبي والأمريكي والغربي عموماً، نظراً لبشاعة الجريمة وكونها غير مسبوقة هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فان هذه الجريمة واتهام ابن سلمان بها تسبب باحراج كبير للغرب باعتباره الحامي الاساسي لابن سلمان وباعتبار ان ابن سلمان أداة أساسية في المشروع الأمريكي الإسرائيلي الغربي في المنطقة، وهو بتصرفه الاجرامي المكشوف قد ألحق أضراراً بالغة بالمشروع، وأحرج الغرب أمام الرأي العام،لأنه ظهر أمام العالم أنه رجل طائش مستبد ومجرم ولا يحسن التصرف، في الوقت الذي حاول الغرب بل عمل على اظهاره على انه رجل اصلاحي تقدمي معتدل، وراهنوا عليه في مشروعهم في المنطقة الا انه خيب آمالهم بتهوره.
وأفاد: لذلك الحملة الغربية على السعودية على خلفية مقتل الخاشقجي ناشئة من اعتبارات شعبية وسياسية واعلامية وليست موقفا اخلاقيا وانسانيا وليست صحوة ضمير أمام جريمة بشعة، وإذا أراد الغرب أن يصدر موقفاً أخلاقياً وانسانيا وان يعبر بصدق عن صحوة ضميره وعن معارضته لسياسات النظام السعودي وقمعه لشعبه وقتله لمعارضيه واعتداءاته وحروبه في المنطقة، عليه بالحد الأدنى أن يفرض على حكام السعودية وقف الحرب على اليمن والكف عن المجازر التي يرتكبونها يوميا ضد الأطفال والنساء والشيوخ في هذا البلد، فما يجري في اليمن منذ اكثر من ثلاث سنوات هو جريمة ضد الإنسانية، وقد آن الآوان للعالم أن يضع حدا نهائيا لهذه الجريمة الوحشية المستمرة . وإذا لم يقم الغرب بهذه الخطوة ويوقف تغطيته لهذه الحرب فهو ينافق ويكذب على الشعوب وعلى العالم عندما يدعي حمايته لحقوق الانسان ويتباكى لقتل الخاشقجي بل سيصبح شريكا حقيقيا بالحرب على اليمن.
السید فضل الله دعا لمحاسبة نزيهة في حادثة القنصلية السعودية
ألقى السيد جعفر فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"بالأمس القريب والمنطقة لا تزال تعيش في حالة من الترقب جراء الحادثة الخطيرة التي حصلت في القنصلية السعودية في تركيا في الآونة الأخيرة والتي لا تزال ارتداداتها السياسية والإعلامية متواصلة على قدم وساق... وبمعزل عن طبيعة ما جرى، فإننا نريد للملفات التي تفتحها الدول على هذا الصعيد أن تكون محكومة بقيم حقوق الإنسان وحماية الديموقراطية وحرية التعبير، لا ملفات للتوظيف السياسي؛ تدار فيها المحاكمة على طريقة المفاوضات غير المعلنة، لتعزيز المواقع، أو تصفية الحسابات أو ممارسة الابتزاز السياسي، وإن كنا لا نعدم وجود قوى وازنة في الرأي العام الدولي تقارب الأمور من ناحية حقوقية وقانونية".
اضاف: "إننا وإن كنا نستنكر ما حدث، وندعو إلى المحاسبة النزيهة، إلا إنه لا يسعنا إلا أن نشير إلى المعايير المزدوجة التي تحكم السياسة الدولية في التعاطي مع مثل هذه القضايا ولا يملك الإنسان هنا إلا أن يستحضر قول الشاعر:
"قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر"، وهذا كله يدل على فساد منظومة القيم في السياسة العالمية".
وتابع: "وعلى أية حال، فلا بد لنا كمسلمين من أن نعتبر ونتعظ من طريقة الإدارات الغربية في التعاطي معنا، دولا وشعوبا وحتى حكاما وأفرادا، عند حصول أي حدث قد يمثل حرجا لهم في ما يتصل بعلاقات هذه الدول، أو بعناوين حقوق الإنسان التي تدعي الإدارة الأميركية وغيرها الحرص عليها".
وقال فضل الله: "ان هذه الإدارة وفي ضوء مواقفها من هذه الحادثة تعمل على معالجتها بعين المصالح التجارية ومصالح الكيان الصهيوني، ولا تستنكف من أن تعبر علنا عما تريده من نهب ثرواتنا عيانا وجهارا، أو النظر إلينا بلا مبالاة، إلا أن نكون البقرة الحلوب لمصالحهم، والزبون المناسب لشراء الأسلحة، شرط أن لا نستخدمها إلا في الصراعات الداخلية".
اضاف: "إننا في هذه الظروف ندعو إلى مراجعة وطنية وعربية وإسلامية لكل سياسات المرحلة السابقة، فبلادنا لن تقوم لها قائمة إذا استمرت في سياسات التبعية للدول الكبرى، وأن يحاول كل بلد أن يعزز حضوره ونفوذه على حساب إخوانه من دول الجوار، وهو ما لا ينسجم مع تطلعاتنا الإسلامية والتحررية، وخصوصا بعد أن أثبتت التجارب المرة أنه لا يمكن لدولة أن تستأثر بالمنطقة دون الآخرين، إن من خلال الدخول في صراعات التدمير الذاتي أو الإبادة الجماعية أو التآمر على بعضنا البعض أو الاستنزاف لطاقاتنا المتنوعة، وهو ما يخدم القوى الدولية المسيطرة".
وشدد على "ضرورة التعاون المشترك بين دول المنطقة، وتسخير مقدراتنا من أجل حماية مصالح بلداننا، والعمل على تعزيز الحضور الإسلامي والعربي المشترك في مساحة قضايا المنطقة، والاعتماد على الرمزية الإسلامية العالية التي تمتاز بها بعض الدول من أجل تحقيق التقارب والوحدة في ما بيننا". وقال: "إن هذا يستدعي إيقاف الحروب في المنطقة، بدءا من اليمن وسوريا، والعمل على إعادة السلم الأهلي إلى أكثر من بلد يعيش القلق الداخلي، ولا سيما في البحرين، والعمل على إعادة الاستقرار إلى ليبيا وحمايتها من النهب والسلب الذي يجري على طرف وساق، ووقف الانخراط في سياسة الحصار الممارس على إيران؛ فلن يستطيع أحد أن يلغي أحدا مهما طال الزمن".
ورأى "ان اتباع سياسة المصالحة بين دول المنطقة لتعزيز السلم الأهلي في كل دولة من دولها على قاعدة استيفاء كل مكونات البلد حقوقها، هذا الأمر هو يحفظ بلادنا ويبعدها عن الانسياق وراء خدمة المصالح الدولية التي لا تريدنا إلا على هامش سياساتها واقتصادها وفي موقع الدونية والخضوع. ولا شك أن العودة إلى التضامن العربي والإسلامي هو أثقل في الميزان عند الله إن كنا حقا ندين بالمعاد، وهو أقرب إلى كل معاني العروبة إذا رجعنا إلى قيم عروبتنا".
وأمل "أن يكون لهذا المخاض في لبنان فرصة للتفكر في الطريقة التي تدار بها أموره السياسية، والذي يكاد يصير عرفا أن يتأخر تشكيل الحكومات، بما يشعر المرء بأن التفاوض على الحكومة بين كثير من القوى السياسية يجري على قاعدة التفاوض التجاري أكثر مما هو التفاوض من أجل مصلحة الشعب، مما لا يصل بالبلد إلى شاطئ الأمان، والذي نريد من الجميع العمل في هذا السبيل، بعد أن تذللت اكثر العقد. فلا يجوز بعد ذلك لاعتراض هنا أو هناك أن يجمد تشكيل الحكومة".
الشیخ حمود: ما دور السلاح في المخيمات والمشروع هل هو التهجير ام التوطين ام الابادة؟
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في موقفه الاسبوعي: "يتبجح المجتمع الغربي بأنه عالم الانسانية وحقوق الانسان وينظر الينا نظرة فوقية، وبعض ذلك صحيح، لكن عندما يتعلق الامر بمصالح الدول الكبرى، فلا انسانية ولا حقوق انسان ولا احترام للمواثيق، ومن هذا المنطلق تدعم اسرائيل رغم كل ما ترتكبه من جرائم وانحرافات".
وتطرق الى وضع مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان وفلسطين، سائلا: "لماذا بعد كل معركة تفتح السفارات ابوابها وتعطي التأشيرات للجميع وتسهل مهمات سماسرة التسفير، هل هذا هو الهدف الرئيسي ام هو بديل عنه؟ لماذا يحاسب الافراد على اطلاق الرصاص في الهواء وفي الاعراس مثلا، ولا يحاسب آخرون على السلاح الثقيل والتدميري والمعارك العبثية، سواء كان الحساب سياسيا ام قضائيا ام غير ذلك؟ من اين يأتي هذا الحجم من السلاح وما هو دوره؟ ولماذا تستعمل اسلحة الميدان بين البيوت الصغيرة والفقيرة؟ وكيف يصل هذا السلاح والذخائر المكدسة؟ ما هو المشروع: التهجير ام التوطين، ام كلاهما معا، ام الابادة؟".
وقال: "أي مشروع يمكن ان يسقط لو كان الفرقاء وحملة السلاح واعين لخطورة ما يحصل، ولكن للأسف، كل فريق يرى انتصاره على الآخر غاية عظمى، مما يجعل الجميع، بشكل او بآخر، مشتركا في تنفيذ المؤامرات".
ورأى أن "أي مؤامرة على القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل، وكلما سقط فريق او تراجع او تخلى سيظهر فريق آخر يحمل القضية الى نهاياتها السعيدة بإذن الله".